صناعة الملابس الأردنية أرقام وآفاق واعدة

حضرت مؤخراً عرضاً ورؤية شاملة قدمها أحد كبار المستثمرين الهنود في قطاع صناعة الملابس في الأردن، وهو مالك مجموعة مصانع شركة الأزياء التقليدية (كلاسيك) المنتشرة في كافة المحافظات الأردنية، وكان آخرها المصنع الذي افتتحته وزيرة الاستثمار في محافظة الكرك هذا الأسبوع، وقد كانت الأرقام والتحليلات والتفاصيل التي قدمها مذهلة من كافة الجوانب، وهو ما جعلني أتابع بشغف تلك المعلومات، التي من شأنها أن تشكل رؤية طموحة للنهوض بهذا القطاع، الذي أصبح يحقق أرقاماً قياسية متزايدة بصادراته عاماً بعد عام.
فالأرقام تشير إلى أن قطاع الألبسة والغزل والنسيج يساهم بحوالي 8% من الناتج المحلي الاجمالي الأردني، وأن صناعة الألبسة هي القطاع الرائد والأكبر من مجموع الصادرات الأردنية عام 2021، حيث حقق ما نسبته 20% من اجمالي الصادرات الوطنية، ومع حلول منتصف العام 2022 وصلت النسبة إلى 17% من مجموع الصادرات الأردنية، وهذا مؤشر واضح على الزيادة المضطردة في هذه الصناعة الحيوية، وعلى ضرورة النظر إلى آليات دعم هذا القطاع من زوايا مختلفة.
وبينت المعلومات التي عرضها المستثمر أن صادرات الملابس عام 2009 وصلت إلى حوالي 980 مليون دولار، فيما وصلت في عام 2021 إلى حوالي 2 مليار دولار، كما وصل عدد العاملين في القطاع إلى حوالي 76 ألف عامل، منهم 24 ألف أردني، في مؤشر على مدى قابلية هذا القطاع للتوسع والنمو وزيادة القدرة على تشغيل المزيد من الأيدي العاملة الأردنية المؤهلة والمدربة، وقدرته على استقطاب المزيد من الفنيين المتخصصين بتفاصيل صناعة الملابس التي تتطور باستمرار.
واستعرض ذلك المستثمر رؤية واضحة المعالم للنهوض بهذا القطاع، تعتمد على العلاقات التجارية والاستثمارية المميزة التي يتمتع بها الأردن مع العديد من الدول مثل، أمريكا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، إذ أنه وفي ظل تمتع الأردن باتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من الدول، فالأصل أن تتضاعف الصادرات الأردنية من هذا القطاع، وهو ما يجب السعي لتحقيقه خلال السنوات العشر القادمة، كون ذلك ينعكس على التخفيف من البطالة المنتشرة بين الشباب، ويعزز قوة ومتانة الاقتصاد الأردني من خلال زيادة الناتج المحلي الاجمالي.
وتشير الأرقام والبيانات التي عرضها المستثمر إلى أن صادرات قطاع الملابس الأردني تبلغ حالياً حوالي 2 مليار دولار، ويمكن أن تصل إلى حوالي 8.8 مليار خلال 10 سنوات، وذلك من خلال تحقيق التكامل الصناعي في صناعة الألبسة عن طريق، صناعة الخيوط والقماش، وإعادة تدوير الأقمشة الفائضة من عمليات الإنتاج، إذ أنه وبمجرد تطوير عمليات البتروكيماويات المتكاملة صناعياً، من خلال الألياف الأساسية ثم الغزل، سنصل إلى مرحلة صناعة القماش محلياً.
الأرقام الكبيرة والمهمة التي تناولها المستثمر أشارت أيضاً إلى أن قطاع صناعة الملابس يمكن أن يوفر حوالي 155 ألف فرصة عمل مباشرة للأردنيين، إلى جانب أكثر من 500 ألف فرصة عمل غير مباشرة، مع نهاية عام 2030، وهذه أرقام تستحق التوقف عندها مطولاً لبحث آليات وسبل التي يجب العمل عليها بين القطاعين العام والخاص، من أجل تحقيق النمو في الصادرات وأعداد العمالة وتعزيز الفرص الممكنة للتوسع في استثمارات هذا القطاع.

03-تشرين الثاني-2022 12:08 م

نبذة عن الكاتب